Thursday, February 7, 2013

لماذا الحياة صعبة هكذا؟

لماذا يفتننا الله وهو يعلم من سيؤمن ومن لا يؤمن؟
الله سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهادة ويعلم عبادة، لو أدخل الجنة من علم أنه سيؤمن وأدخل النار من علم أنه لا يؤمن
فسيكون قول الكافر: لكنك لم تختبرني؟
فالحياة الدنيا إختبار للعباد، ولعدله فإنه يجزيهم بأعمالهم وليس (بسابق علمه) ماذا سيعمل العبد.

ولا تقع الفتنة فقط في الكفر أو القتل أو النميمة، بل كل لحظة نمر بها هي فتنة،
فتنة (دخل وقت صلاة المغرب) وأنا أتحدث إلى أحدهم وأحدث نفسي بأن وقتها لم يخرج!
فتنة أن أعجب بلباس عاري وأقتنية وأرتديه ولا أرى أنه فتنة..
فتنة أن أرى كل شي كـ(عادي)، فلا صورة تستفز غيرتي على ديني ولا رسالة بها كلام عشق أو جحود أو كلمات بذيئة تستفز إيماني، أو عبارات لأشياء قذرة أو أسماء حيوانات أستخدمها كـ نوع من التعبير عن محبتي لأصدقائي! 
إنها فتنة أن لا أرى البذيء من القول والفعل فيصبح شيء (عادي)!
الفتنة أن يكون شغلي الشاغل لإسعاد من حولي وإثارة ضحكهم وإعجابهم، أنفتن بهم لأنشغل عن ربي وربهم..

المؤمنين كـ(طلاب) في محاضرة مهمه، ويدخل شخص لتلك القاعة كـ(فتنة) تشتت فكر الحضور، فمنهم من التفت وأخذ يتأمل تفاصيل الشخص ومنهم من وجد ذلك الشخص يشبه صديق قديم له وغرق في بحر من الأفكار لا ندري متى يرجع عقله لتلك المحاضرة. والقلة القلة من لا يضره من دخل ولا يضره من خرج. 
والمحاضرة هي (أمر الآخرة)، هي الأمر العظيم، والفتنة هي أي شيء يأخذ فكرك عنه.
كل لحظة تنسى فيها أنك مبعوث، أو أن هناك حساب وجزاء، وأنك ملاقي الله فإنك إنفتنت تلك اللحظة حتى تعود إليك، فمنا من يفتن دقائق ومنا من يفتن ساعات ومننا من يفتن لسنوات وعمر..

كل لحظة هي فتنة وكل لحظة هي إختبار، إختبار يجعلني من أهل النعيم أو من أهل الجحيم. (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ)

 فلا تغنيك صلاة تصليها ولا صوم تصومه عن عذاب النار والقبر، لأنه جل وتعالى لم يجعل فتنتنا في أن نصلي أم لا نصلي فقط، يفتنك في كل شيء حولك، أي فعل تفعله قد يكون سبب عذابك أو نعيمك.

ولا يفتنك قلبك حين يبرر لك (وضعك) بأنك مختلف أو أنك تمثل حالة خاصة، لأننا كلنا خلقنا كـ حالات خاصة. ربنا أعلم بما نمر به فهو خلقنا على هذه الحال وهو يختبرنا بها..

ولا ينبغي لمؤمن أن يستدعي الفتن أو يتمناها أو يظن أنه قادر على مواجة الفتن، لأنه لا يعلم على أي حال يكون قلبه وقت الفتنة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِن السَّعِيْد لَمَن جُنِّب الْفِتَن، إِن السَّعِيْد لَمَن جُنِّب الْفِتَن، إِن السَّعِيْد لَمَن جُنِّب الْفِتَن -يُرَدِّدُهَا ثَلاث مَرَّات- وَلِمَن ابْتَلَى فَصَبْر»
وقال:  «سَتَكُوْن فِتَن: الْقَاعِد فِيْهَا خَيْر مِن الْقَائِم، وَالْقَائِم فِيْهَا خَيْر مِن الْمَاشِي، وَالْمَاشِي خَيْر مِن الْسَّاعِي، وَمَن يُشْرِف لَهَا تَسْتَشْرِفْه، وَمَن وَجَد مَلْجَأ أَو مَعَاذَا فَلْيَعُذ بِه».
وقال: «لِقَلْب ابن آَدَم أَسْرَع انْقِلابِا مَن الْقَدْر إِذَا اسْتَجْمَعْت غَلَيَانَاً»
 

No comments:

Post a Comment